قناة سلوى البحرية غيرت الجغرافيا
غني عن القول إن قناة الجزيرة الفضائية هي قطر وقطر هي قناة الجزيرة، فلا قيمة لقطر ولا وزن لها بلا هذه القناة التلفزيونية الفضائية. وغني عن القول أيضا أن قناة الجزيرة اليوم انحدر مستواها ومستوى تأثيرها كقوة ناعمة، تستطيع أن تخلق رأيًا عامًا، تخاف منه الدول وتتحاشاه. وأدق دليل على ذلك برنامجها التعيس التي قدمته في طرح وثائقي بعنوان (ما خفي أعظم)، ويبدو أنها صرفت على إنتاجه الملايين، غير أنه مر مرور الكرام، ولم يحقق ما حاول القطريون أن يقدموا فيه تبريرًا لبواعث عداوتهم وتحريضهم على الدول الأربع التي قطعت معهم كل العلاقات السياسية وحتى القنصلية، ويحتوي هذا الفيلم على فبركة، وادعاءات، أن هذه الدول قد عملت على التدخل في الشأن القطري، ومحاولة عودة الأب خليفة إلى سدة الحكم. فشل هذا البرنامج الوثائقي يعود في الدرجة الأولى إلى أن الحبكة فيه كانت ساذجة إلى درجة مضحكة، حتى لدى القطريين أنفسهم، الأمر الذي جعل النظام الحاكم يستميت للخروج من المأزق الذي وضع نفسه فيه، من خلال تصرفات الأمير الأب، الذي اعتقد يومًا ما أن بإمكان قطر من خلال قناة الجزيرة والتحالف مع جماعة الإخوان أن يسيطروا على العالم العربي من الخليج إلى المحيط. فشل قطر يعود في الدرجة الأولى أنها دولة بلا جغرافيا ولا تاريخ ولا شعب، إلا أولئك المصفقون لها من عرب الشمال، وفلول جماعة الإخوان.
فشل قناة الجزيرة تعني بالمختصر فشل قطر، وهذا الفشل يبدو أنهم لم يستعدوا له، ويجعلوا لهم خط رجعة، فقد كان رهانهم، أو بلغة أدق رهان الأمير الوالد رهانا صفريًا، وكان من الطبيعي والطبيعي جدًا أن يحاولوا احتواء الأزمة، وتطويقها، وعدم التصعيد، والرضوخ للحقيقة ولو كانت مرة، أما العناد والمكابرة والإمعان في الحرب الإعلامية، فلن تزيد الطين إلا بللا، وأزمتهم إلا تفاقمًا.
وكما يقول كثيرون إن قناة سلوى البحرية التي فاجأتهم، ليست سوى أول القطر، فالقادم أدهى وأمر.
إلى اللقاء
نقلا عن الجزيرة